الصين تتهم الاستخبارات الأجنبية بسرقة المعادن النادرة وتهديد الأمن القومي

المؤلف: بلومبرغ08.08.2025
الصين تتهم الاستخبارات الأجنبية بسرقة المعادن النادرة وتهديد الأمن القومي

اتهم جهاز الاستخبارات الصيني وكالات تجسس أجنبية بالتورط في عمليات سرقة للمعادن الأرضية النادرة، تلك المواد التي تخضع لقيود مشددة. وجددت الصين تأكيدها على التصدي الحازم لعمليات التهريب، على الرغم من إعلان استعداد بكين لإعادة تقييم طلبات تصدير هذا المورد الصناعي الحيوي، وذلك في أعقاب مباحثات تجارية معمقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ألمحت وزارة أمن الدولة الصينية إلى وجود كيانات أجنبية متورطة في تهريب هذه المواد الاستراتيجية، دون الإشارة بشكل صريح إلى أي دولة بعينها.

تعتبر الحكومة الصينية هذه المعادن ذات أهمية استراتيجية قصوى، وقد استُخدمت بالفعل كورقة ضغط مؤثرة في المفاوضات المعقدة المتعلقة بالرسوم الجمركية مع واشنطن.

التهريب الخفي للمعادن الأرضية النادرة

صرحت وزارة أمن الدولة في بيان نشرته على منصة "وي تشات" يوم الجمعة: "خلال السنوات القليلة الماضية، عمدت وكالات التجسس والاستخبارات الأجنبية وعملاؤها إلى التعاون مع عناصر خارجة عن القانون داخل البلاد، وتحريضهم على سرقة مواد حساسة مرتبطة بالمعادن الأرضية النادرة عبر وسائل البريد، الأمر الذي يشكل تهديدًا خطيرًا لأمننا القومي واستقرارنا".

استغلت الصين موقعها المهيمن في إنتاج هذه المواد، بالإضافة إلى مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، كأداة ضغط قوية ومتينة في الحرب التجارية المحتدمة مع الولايات المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الصينية لتصنيع مجموعة متنوعة وواسعة من المنتجات، بما في ذلك السيارات الكهربائية المتطورة. واضطرت شركة "فورد موتور" العملاقة إلى تقليص حجم الإنتاج في أحد مصانعها الرئيسية بعد تشديد القيود المفروضة على التصدير، مما أدى إلى تفاقم التوترات القائمة بين الصين والاتحاد الأوروبي، حيث يعتمد التكتل الأوروبي بشكل مماثل على الواردات القادمة من الصين.

ورقة ضغط حاسمة في الحرب التجارية

أفادت وزارة الأمن الصينية أنها أحبطت محاولة لدولة لم يتم الكشف عن اسمها، كانت تسعى للحصول على المعادن الأرضية النادرة بطرق غير قانونية بهدف تخزينها بكميات كبيرة، وشملت هذه المحاولات قيام أحد المتعاقدين بوضع ملصقات مضللة على الطرود تشير إلى أنها "غير مصنعة في الصين"، بالإضافة إلى تقديم معلومات كاذبة ومغلوطة حول محتوى المنتج ومكوناته، وذلك بحسب ما ورد في المنشور.

كما كشفت الوزارة عن تفاصيل أخرى تتعلق بأساليب التهريب المزعومة، مثل إخفاء مساحيق المعادن الأرضية النادرة القيمة داخل مكونات بلاط السيراميك، أو وضعها في زجاجات مياه مخصصة للتصدير تحمل ملصق "قطع غيار آلات" كنوع من التمويه والخداع. وحثت الوزارة جميع المواطنين على الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة قد تكون مرتبطة بمصادر المعادن الأرضية النادرة.

أكدت كل من الصين والولايات المتحدة في الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق يهدف إلى تعليق العمل بالرسوم الجمركية الباهظة، وذلك بعد أن تعهدت بكين بالنظر بجدية في طلبات الحصول على تراخيص التصدير، ووافقت واشنطن في المقابل على رفع القيود التي كانت قد فرضتها على التكنولوجيا، بما في ذلك بعض رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقد عززت هذه الإشارات الإيجابية التي تدل على تهدئة التوترات من احتمالية التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقًا وأكثر شمولية، بالإضافة إلى عقد اجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال العام الحالي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة